Wednesday, March 20, 2013

رؤى اقتصادية: تعافي دبي

لسنوات عديدة، عرفُت دبي بكونها المركز الإقليمي في مجال الأعمال وتمتلك بعض الأصول المهمة مثل المرافق العامة والتجارة والسياحة.

استثمرت دبي الكثير في بناء هذه الأصول الجوهرية على مدار السنين. في السنوات القليلة قبل الأزمة المالية، شهد سوق العقارات في دبي نمو هائل مما أدى إلى فقاعة عقارية تقليدية. ومع ذلك، استمرت هذه الفقاعة في النمو والازدهار على مدار السنين الماضية مما أدى إلى تدفق أموال كثيرة من المنطقة إلى دبي لكي تستفيد من العائد الكبير من الاستثمار في هذه الفقاعة.

ولكن على الرغم من ذلك، مع حدوث الأزمة المالية العالمية في ٢٠٠٨ مرّت دبي في السنوات القليلة الماضية بانكماش اقتصادي صعب مما أدى إلى انفجار الفقاعة العقارية وأدى ذلك إلى انخفاض ملحوظ في أسعار العقارات وقد تجاوز هذه الانخفاض في بعض الحالات أكثر من ٥٠٪ من قيمة العقار.

هذا الانكماش الاقتصادي أدى إلى مشكلة ديون سيادية حيث لم تتمكن دبي من دفع بعض من ديونها المستحقه. لولا أبوظبي ودعمها الكبير، لكانت أفلست دبي. هذا الدعم من أبوظبي على الرغم من سخائه، إلا إنه لم يساعد إقتصاد دبي في النهوض ولكنه ساعد في منعه من الإنهيار.

شهدت دبي في سنوات ٢٠٠٩ و ٢٠١٠ إقتصاد بطىء للغاية وسوق عقارات خامل جداً إلى الدرجة التي جعلت الكثير من الأشخاص بدأوا الإدعاء بأن دبي فقدت سحرها.

ثم بدأ الربيع العربي في تونس في أواخر سنة ٢٠١٠ ثم في مصر في أوائل سنة ٢٠١١ وفي بلدان آخرى في الإقليم مثل لبيا وسوريا والبحرين واليمن. على الرغم من أن حركات الربيع العربي أثرت عموماً بالسلب على بيئة الأعمال، إلا أن التأثير على دبي كان إيجابياً للغاية لأن الكثير من رموز الأنظمة السابقة في هذه البلاد اعتبروا دبي مكان آمن لمدخارتهم واستثمارتهم. 

هذه التطورات الإقتصادية الإيجابية أثرّت بشكل كبير على سوق العقارات الذي بدأ في الانتعاش وبدأت أسعار العقارات في الارتفاع بمعدلات كبيرة للغاية على الرغم من أن أسعار العقارات لم تستعد مستوياتها السابقة بالكامل. هذا الإتجاه أثّر على الإيجارات التي شهدت مستويات متزايدة على مدار السنوات السابقة.

كل هذا أخبار جيدة ولكن هل يمكن أن يستمر سوق العقارات في دبي بدون تكوين الفقاعة؟

قد تبدو الإجابة "لا". عندما بدأ سوق العقارات في الانتعاش، فإنه سجّل ارتفاع كبير في الأسعار لعدة أشهر ممتابعة. جذب هذا العديد من المستثمرين الإقليمين والعالمين لكي يستثمروا في سوق العقارات لإنهم كانوا يبحثوا عن عائدات ضخمة التي لا يمكن تحقيقها بدون توقع نمو كبير. لذلك ببساطة بدأت تتكون فقاعة عقارية جديدة و كل الأشخاص المشاركين على دراية بأن هذه فقاعة ولكنهم كانوا سعداء بتكوين هذه العائدات الضخمة.

ولكن على جانب آخر، سوق السياحة الذي كان واحد من أصول دبي الأساسية انتعش بشكل جيد للغاية بحيث كانت مقصد للكثير من السياح في الإقليم وخصوصاً السعوديين بسبب المشكلات في مصر وسوريا ولبنان ومصر. هذا التطور أثّر بشكل إيجابي للغاية على كل القطاعات المتعلقة مثل قطاع بيع التجزئة وقطاعات آخرى بالإضافة إلى أن دبي كانت قادرة على جذب السياح من جميع أنحاء العالم لكي يزوروا بعض من عجائب دبي التي لا تنتهي.

بالإضافة إلى ذلك، ساعدتها البنية التحتية المتطوّرة والنظام البيئي الملائم للعمل التجاري في أن تجذب إليها الشركات والأشخاص من جميع أنحاء العالم لكي تستند في دبي ويخدموا منطقة الشرق الأوسط وفي بعض الأحيان الأقاليم الآخرى.

الخلاصة: بفضل العديد من العوامل وعلى رأسها الربيع العربي تتعافى دبي الآن وتستفيد من أصولها الأساسية وهما السياحة والبنية التحتية.  في نفس الوقت تتكون فقاعة عقارية بشكل سريعة للغاية.

(ملاحظة: هذا تحليل مجمّع. للمزيد من التفاصيل، بإمكان القارئ زيارة الصفحة و متابعة الأنباء والتحديثات المختلفة التي يتم نشرها في الصفحة)

عمر الشنيطي
٢٠-مارس٢٠١٣

No comments:

Post a Comment